السبت، 5 أبريل 2014

المرأة المسلسلة



إن أبعد جسم يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة هيM31 أو مجرة المرأة المسلسلة العظمى التي تبعد حوالي مليونين و نصف مليون سنة ضوئية. ولكن في غياب التلسكوب، حتى هذه المجرة الحلزونية الهائلة الممتدة على رقعة تفوق 200.000 سنة ضوئية تظهر كغيمة سديمية باهته في كوكبة المرأة المسلسلة (Andromeda). بالمقابل تكشف هذه الصورة التلسكوبية الرقمية عن تفاصيل لنواة صفراء لامعة وتشعبات ملتفة من الغبار المظلم. وتظهر معطيات الصورة ،الملتقطة في الحزم الضيقة لانبعاثاث ذرات الهيدروجين، مناطق تكون النجوم بلون أحمر وهي تنتشر في الأذرع اللولبية الزرقاء الرائعة والحشود النجمية الفتية. إن حقيقة وجود عدة مجرات بعيدة شبيهة بـM31 تعد مصدر إيحاء و شغف للعديد من عشاق رصد السماء الليلية، في حين كان هذا المفهوم الأساسي محل جدل حاد بين الفلكين خلال القرن 20 م. هل هذه السدم الحلزونية هي مجرد أجسام بمكونات تنتمي لمجرتنا درب التبانة، أم أنها عبارة عن نظم نجمية متباعدة مشابهة لمجرتنا درب التبانة بحد ذاتها؟ كان هذا السؤال محور الجدل الشهير بين كورتيس وشابلي عام 1920 (Shapley-Curtis)، و قد تم حلـُّه لاحقا بفضل عمليات رصد المرأة المسلسلة، والتي رجحت الكفة لكونها جزيرة كونية .




 تم النشر يوم  السبت، 5 أبريل 2014 ' الساعة  3:28 ص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق